السبت، 31 يوليو 2021

ماهو علاج من ضعف إيمانه كثيرا وأصابته بعض الانتكاسة عن لزوم طريق الاستقامة

 (ماهو علاج من ضعف إيمانه كثيرا وأصابته بعض الانتكاسة عن لزوم طريق الاستقامة):

السؤال:

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته شيخنا ..

أريد منك نصحا ، فلقد انتكست وأصابني الفتور ، فقدت لذة الطاعة والعبادة ضاع مني ذلك الإقبال.

في بداية الإستقامة إنشرح صدري وتغيرت حياتي إلى ماهو خير ، أما الآن فأنا في مصيبة والله المستعان ، كلما أردت الرجوع .. ما كنت لأجد لذلك سبيلا.

نرجوا منك نصيحة مشفق ، ودعاء بظهر الغيب ليصلح الله أحوالنا ويهدينا ليثبتنا على دينه .

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

الجواب: 

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

ثبتنا الله وإياكم وهدى قلوبنا إلى طاعته ومعرفته حق معرفته وقدره حق قدره سبحانه .

ولتقوية الإيمان لابد من بذل الأسباب الموصلة إلى ذلك من ترك كل ما يقسي قلوبنا ويضعف إيماننا ويدفعنا إلى الانتكاسة ، وفعل كل ما يقربنا إلى الله جل جلاله ويقوي به الله إيماننا ويثبت أقدامنا على طريق الاستقامة ومن ذلك :

_ فضول الكلام وكثرته .

_ وفضول الضحك وكثرته .

 _ والانشغال بالدنيا واللهث خلفها في غالب الأوقات دون ترك وقت للإقبال على الله وذكره وقراءة كتابه سبحانه . 

_ والانشغال الكبير المبالغ فيه بالأهل والأولاد ومتطلباتهم على حساب مايقربه إلى ربه من صنوف العبادات . 

_ ومخالطة رفقاء السوء والبعد عن مجالس الصالحين وعن الرفقة الحسنة .

_ والبعد عن مجالس أهل العلم سواء عن طريق صوتياتهم أو كتبهم أو الحضور المباشر لمن تيسر له ذلك .

_ وهجر حلق الذكر والبعد عن صلاة الجماعة مما يمكن الشياطين من قلب المسلم وذلك لبعده عن الجو الإيماني وإيغاله في الأجواء الشيطانية .

_ والتوسع في الاختلاط بالنساء والاستمتاع بالكلام معهن دون اقتصاد في القول ودون حاجة ملحة إلى ذلك تحت مسمى التجارة .

_ ومخالطة أهل المعاصي وكثرة الاحتكاك بهم والاستئناس بحديثهم وربما مصاحبتهم ومجالستهم ولزوم نواديهم دون نهي عن المنكر وأمر بالمعروف .

_ والخلوة مع النفس على الأجهزة الحاسوبية والهواتف الذكية والتوغل في متصفحات الشبكة العنكبوتية ومافيها من ملذات وشهوات وفتن باختلاف صنوفها من فيديوهات ومسموعات ومكتوبات تجعله مدمنا على النظر فيها والاستماع إليها دون خوف من رقابة الله سبحانه ، بل يجعل الله أهون الناظرين إليه ، فهو يخشى الناس ولا يخشى الله ، وإذا خلا بمحارم الله انتهكها ، وهؤلاء يوم القيامة يأتون بحسنات كجبال تهامة فينسفها الله لأنهم لم يتقوه في خلواتهم ، فكيف الحال بمن غلبت معاصيه على طاعته .

_ تلبيس الشيطان على المسلم المستقيم وإيهامه أنه من أهل الدعوة إلى الله فتقحَّم به شيطانه ونفسه الأمارة بالسوء في وسائل التواصل ورماه في حبائل وأحضان النطيحة والمتردية وأغراه بكثرة المتفاعلين والمعجبين بتخليطاته وتخبطاته ، حتى صار يجادل ويناظر أهل البدع والمعاصي وجماعات الماسونية والإلحاد والتنوير والتنصير والليبراليين التحرريين ويتنمر على العلماء وعلى طلاب العلم ويتصدى للأحاديث والفتاوى ويشرحها من نفسه اعتمادا على فهمه العاطل واطلاعه القاصر وينزل الأحكام على الوقائع والأعيان وهو ليس أهلا للاجتهاد ولا للفتوى _من دون أدب ولا ورع_ ، وهو في كل ذلك من غير زاد علمي ولا حصانة إيمانية من لزوم التقوى وبذل أسباب الصلاح والثبات من محافظة على الفرائض من صلاة وصيام وبر والدين وطلب علم واجب وإكثار من الطاعات وبعد عن الحرام ومقدماته من غيبة ونميمة وفحش وبذاءة لسان وغل وحسد والخلوة والاختلاط بالأجنبيات دون حاجة ملحة ولا ضرورة ، فيقوى عليه الشيطان فيؤزه على التساهل في مخالطة كل من هب ودب من النساء والفساق والمردان وما ينتج عن ذلك من قسوة القلب وضعف الوازع الديني لعدم إنكار المنكر وعدم مجانبة أجوائه الفاسدة .

وغير ذلك من الأسباب المفسدة للقلب والمضعفة للإيمان والمهلكة لصاحبها ولكل من تعاون معه أو أعجب بصنيعه أو اقتدى به من سقط المتاع وهم كثرة أهل الأرض والذين قال الله فيهم (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) وقال فيهم نبيه صلى الله عليه وآله وسلم: (الناس كإبل المئة لا تكاد تجد فيها راحلة) .

وحتما ستكون خلاصة كل هذه المفاسد موت قلبه وأنه سيُران على قلبه ويصبح أسود مرباذا كالكوز مجخيا من كثرة ما تعرض للفتن دون أن يدفعها بإنكار لها أو مجانبة لها أو توبة أو استغفار منها .

فالواجب على المسلم الناصح الصالح الصادق أن لا يتتبع خطوات الشيطان ولا يستلزه أعداء الله من شياطين الإنس والجن ، وعليه أن يلزم غرز أهل العلم وأن يعرف قدره وأن يلزم سبيل العبادة والذكر ويحافظ على رأس ماله الواجب عليه من دينه وعرضه لأن المحافظة على رأس المال مقدمة على طلب الفائدة .

وكذلك عليك ببذل الأسباب النبوية المقوية للإيمان ، وقد ذكر العلامة ابن باز رحمه الله لمحة عنها فراجعها على الرابط:

https://binbaz.org.sa/fatwas/28504/%D9%86%D8%B5%D9%8A%D8%AD%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86


وكذلك أنصحه بقراءة كتاب (الداء والدواء لابن القيم رحمه الله ، أو الجواب الكافي لمن سأل عن الجواب الشافي ، وإغاثة اللهفان من مصائد الشيطان) . 

وإذا طبق ذلك كله وحفظ الله بما يعلم غيبة وحاضرا فإن الله سيحفظه غيبة وحاضرا فيما علم وفيما لا يعلمه إلا الله سبحانه مما خُفِّي على العبد _ومن ذلك المس والعين والسحر ومكر أهل الشر ورفقاء السوء وتربص إبليس وأعوانه بالعبد وغيرها مما يعلمه الله_ ووقاه مصارع السوء وكل ما يكره وختم له بالحسنى وأنزله منازل الغرباء الأبرار المخلَصين .

والله اعلم

أبو عبد الله بلال يونسي

مجموعة المدارسات العلمية

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=845265049708322&id=100026745030855

الرابط




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق