الجمعة، 16 يوليو 2021

من أحكام يوم عرفة 01

 من أحكام يوم عرفة 01:

السؤال:

هل يوم عرفة عيد على جميع المسلمين فتترتب عليه أحكام النهي عن صيامه كما هو في جميع الأعياد من عيد الفطر و عيد الاضحي بأيامه الأربعة وهي يوم النحر واياك التشريق الثلاثة ؟ او يوم عرفة عيد فقط على الحجاج لأنهم لا يصومونه مثل بقية المسلمين؟ وذلك لأني سمعت اليوم في الخطبة إمام الجمعة يقول ان يوم عرفة هو اليوم الخامس من ايام العيد بعد إضافته لأيام عيد الأضحى الأربعة وهي يوم النحر وأيام التشريق ، فما هو الصواب بارك الله فيك؟

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

إن يوم عرفة يعتبر عيدا شرعا بالنسبة للحجاج فقط ، فيترتب عليه ما يترتب على كل عيد شرعي من أحكام الأعياد الشرعية في الإسلام أي له حكم العيد بالنسبة للحجاج فقط ولذلك يُنهى الحاج عن صيامه بخلاف غير الحجاج من الذين لم يحجوا ، وذلك لأن صيامه في حق من لم يحج سنة مؤكدة ، ولذلك فغير الحجاج من عامة المسلمين لا يسمى عيدا بالنسبة لهم بالمعنى الشرعي فلا تترتب على يوم عرفة أحكام العيد بالنسبة لبقية المسلمين من غير الحجاج .

وأما بالمعنى اللغوي والمعنى العام فإن كلمة عيد والتي تعني تجدده وتكرره وعودته إلينا في كل سنة ومايصاحب إدارك يومه من مظاهر التعظيم لهذا اليوم وأننا نحفل ونفرح بقدومه ، فهذا يدخل في المعنى اللغوي العام لكلمة العيد وهو غير المعنى الشرعي الذي تعبدنا الله بترك الصوم فيه ، لأن الأعياد بالمعنى الشرعي نُهينا شرعا عن صيامها .

ولذلك أنصح إخواني الأئمة أن يتكلموا بعلم ولا يتكلموا بمقتضى فهمهم المجرد ماداموا غير مؤهلين للكلام والاستنباط ولم يشهد لهم بالقدر العلمية ولم يأذن لهم من هم أعلم منهم بالكلام في مثل هذه المسائل التي نحتاج إلى ملكة علمية خاصة ، ولذلك عليهم قبل نقل أي حكم أو معلومة أن يعرفوا أولا مقاصد النصوص الشرعية و آثار السلف الصالح وتنزيلاتها والتي بيَّنها أهل العلم أحسن بيان ولا يتكلموا من عندياتهم ، ويكفيهم نقل كلام العلماء دون نقل فهم الخاص للنصوص ، وحتى لا يغرروا بالعامة ويقولوا على الله بغير علم فيحملوا وزر ما تحمَّله عنهم من حضروا دروسهم وخطبهم من أخطاء وأوهام .

وقد سئل الإمام ابن باز رحمه الله :

 (( ما هي الحكمة في منع الحاج من صوم يوم عرفة؟ 

فأجاب: 

(المعروف عند العلماء أن الحكمة في ذلك أنه عيد للحجاج، أنه عيد لهم، فالأفضل لهم أن لا يصوموا؛ ولأن الفطر يقويهم على العمل والذكر والدعاء، والصوم قد يضعفهم ولاسيما في أيام الصيف وشدة الحر، فمن رحمة الله أن شرع لهم الفطر حتى يتقووا على الدعاء والعبادة، وهو عيد لهم كما قال ﷺ: "يوم عرفة وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام" ، يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام هو عيد للمسلمين كما لا يصوم يوم النحر وأيام التشريق، ولا يجوز له صيامها فهكذا يوم عرفة، الأفضل أن لا يصوم، والنبي وقفها مفطراً وشرب لبن والناس ينظرون عليه الصلاة والسلام حتى يتأسوا به، أما يوم العيد فلا يصام أبداً، حرام يصوم الناس كلهم لا في مكة ولا في غيرها، وهكذا أيام التشريق حرام صومه في مكة وفي غيرها، لا تصام أيام التشريق: الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، ليس لأحد صومها إلا شخصاً واحداً، وهو الذي عجز عن الهدي هدي التمتع والقران فله أن يصوم هذه الثلاث في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله، إذا كان ما صامها قبل عرفة يصومها في هذه الثلاث؛ لأنه ثبت من حديث عائشة وابن عمر رضي الله عنهما أنهما قالا: لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي خرجه البخاري في صحيحه.

فبينت عائشة وابن عمر رضي الله عنهما أن الرسول ﷺ رخص، إذا يقول الصحابي: (رخص) يعني، النبي ﷺ هو المرخص، في حكم المرفوع، فالذي فقد عجز عن الهدي ولم يتيسر له الهدي وهو متمتع أو قارن بين الحج والعمرة ولم يصم قبل عرفة فإنه يصوم ثلاثة أيام التي هي أيام التشريق، وسبعة إذا رجع إلى أهله.

أما غير هذا فلا يصوم أيام التشريق، لا عن رمضان ولا عن غيره، بل يجب أن يفطر. نعم.). )).[فتاوى نور على الدرب].

والله أعلى وأعلم

أبو فائزة بلال يونسي

مجموعة المدارسات العلمية

الرابط



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق