الأحد، 11 يوليو 2021

الجواب على من دعا الله بالمزاح وفي دعائه قطيعة رحم أو دعاء بالسوء على الغير ؟

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 


الجواب على من دعا الله بالمزاح وفي دعائه قطيعة رحم أو دعاء بالسوء على الغير ؟


بسم الله الرحمن الرحيم 

في الباب نصوص من الكتاب والسنة أذكر منها قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم ) رواه مسلم وفي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه عَنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قَالَ: ( لا يزَالُ يُسْتَجَابُ لِلعَبْدِ مَا لَم يدعُ بإِثمٍ، أَوْ قَطِيعةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتعْجِلْ قِيلَ: يَا رسُولَ اللَّهِ مَا الاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: يَقُولُ: قَدْ دعَوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَم أَرَ يَسْتَجِيبُ لي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْد ذَلِكَ، ويَدَعُ الدُّعَاءَ) وهذا اللفظ من رواية مسلم .

وما اخرجه البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللَّه عَنْه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لَمْ يَكُنِ سَبَّابًا، وَلَا فَحَّاشًا، وَلَا لَعَّانًا كَانَ يَقُولُ لِأَحَدِنَا عِنْدَ الْمَعْتِبَةِ: "مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ" ) .

وحديث : ( ليس المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا باللَّعَّانِ. ولا بالفاحشِ ولا بالبذيءِ ) (صححه الالباني في السلسلة الصحيحة ) .

ومن ذلك قول الله سبحانه : ( وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ) وقد جاء في تفسير الإمام الطبري : ( يقول "ولو يعجِّل الله للناس" إجابة دعائهم في الشر، وذلك فيما عليهم مضرة في نفس، أو مال، استعجالهم بالخير، يقول كاستعجاله لهم في الخير بالإجابة إذا دعوه به، "لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ " ؛ يقول لهلكوا وعجل لهم الموت وهو الأجل ، وعنى بقوله "لَقُضِيَ" لفرغ إليهم من أجلهم ، ونبذ إليهم ) انتهى من تفسير الطبري .

وقوله تعالى: ( إنهم كانوا يســارعون في الخيرات و يدعوننا رغبا ورهبا ) 

وقوله سبحانه : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ . وَلا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِين ) .

وقول الله جل وعلا : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) .

وفيها اليقين في الله وأنه هو مجيب الدعاء .

وملخص هذه النصوص أن فعل من سألت عنه مناف لما أمرنا به ربنا ورسولنا الكريم صلوات ربنا وسلامه عليه ومخالف لآداب الدعاء والتي منها استحضار القلب بالخشوع والإنابة وكمال التذلل والخشية لله وأن تدعو وأنت موقن بالإجابة فلا تدعو بما يسوؤك أو يسوء غيرك أو يخالف نهي الشارع ولا تمزح ولا تلعب في دعائك فالمقام مقام تعظيم وابتهال وطلب فضل ونوال بين يدي جبار عظيم كريم متعال .

وكذلك فدعاء من تسأل عنه الأصل فيه عدم الإجابة ولكن على قول بعض أهل العلم انه قد يوافق ساعة إجابة فتحصل الإجابة وهو بعيد لأن من كمال عدل الله أن لا يستجاب مثله في غيره وأما ما جاء في الحديث من وجود ساعة إجابة فيدخل فيه ما كان تحت ملك أو تحت يد من دعا وبهذا تكون الإجابة امتحانا له ليصبر أو كفارة له أو عقوبة له حتى لا يتساهل ويتهور ولا يجعل الله عرضة ليمينه ولمن أجيب فيهم رحمة وكفارة أو عقوبة وامتحان على حسب مقامهم وأعمالهم وتسببهم في وقوع الدعاء عليهم من عقوق أو سوء أدب أو ظلم أو ما سوى ذلك .

والله تعالى أعلى واعلم .


أبو عبد الله بلال يونسي

مجموعة المدارسات العلمية

[ الثلاثاء 26 ذو القعدة 1442

الموافق لـ 6 جويلية 2021 ]

الرابط



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق