الجمعة، 10 سبتمبر 2021

الوباء والغلاء والحرائق عقوبات سلطها الله ليتوب أهلها من الإشراك بالله والجهر بالمعاصي وترك إنكار المنكر والأمر بالمعروف.....

 (الوباء والغلاء والحرائق عقوبات سلطها الله ليتوب أهلها من الإشراك بالله والجهر بالمعاصي وترك إنكار المنكر والأمر بالمعروف ، ولا تردها اللقاحات ولا المبالغة في الاحترازات الوقائية إلا بمشيئة الله تعالى فتنة وتأخيرا إلى يوم لاريب فيه ، فاعتبروا يا أهل العقول ، وارجعوا إلى مسبب الأسباب بدل الإيغال في الأسباب المادية مع الإعراض عن منزل البلاء ومسبب الشفاء سبحانه ، فاللقاحات مجرد أسباب ظاهرة يهدي إليها من يشاء من عباده كنوع من هدايات الله تعالى التي ييسرها الله بمشيئته وحكمته ولكن أعظم الهدايات هداية القلوب إلى مرضاته ونيل جناته في الآخرة فأنعم بها من هداية ، ولا يرد قدر الله إلا قدر مثله والعاقبة للمتقين ، (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).): 

بسم الله الرحمن الرحيم

يا أُمة غرق أهلها في المعاصي والفجور وأنواع المنكرات ، وتريد النجاة بلا أسباب للنجاة .

فإن كان الزنا والاختلاط سببا في الطواعين و الأمراض فما بالك بالشرك والوثنية والجهر بهما في النوادي والمسارح على الهواء الطلق ودعاء آلهة باطلة من دون الله هي أنزار إله المطر ، و الله لهذا أعظم من شرك قريش وأعظم جاهلية منهم ، فقريش كانوا يشركون بالله في الرخاء واليسر ويوحدونه عند الشدة والعسر ، وأهل بلادنا هؤلاء يشركون في العسر والشدة ويدعون لذلك في كل احوالهم والعياذ بالله ؟!

فليس قتل الأنفس بأعظم عند الله من الشرك بالله سبحانه ، بل الشرك هو أعظم الكبائر ، فعندما نرى الدنيا تقوم ولا تقعد لقتل وحرق شخص ولا نراها تنتفض لما هو أعظم منها ألا وهو الشرك بالله العظيم فتلك والله لهي المصيبة الكبرى مصيبة العقيدة والتوحيد مصيبة الدين فما أعظمها من مصيبة ، قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره: (القول في تأويل قوله تعالى : {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}

قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: {والفتنة أشد من القتل}، والشرك بالله أشدُّ من القتل).

فيا من تشركون بالله في الرخاء والشدة والسر والعلن ولا تنكرون على من يشركون اقرءوا هذه الآيات لعلكم تنتبهون من غفلتكم:

قال تعالى: (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون).

وقال سبحانه: (وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا).

وقال عز وجل: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا‏).

وقال جل من قائل: (وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ ۖ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ (135) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ).

فاللهم ردنا إلى دينك ردا جميلا ولا تواخذنا بما فعل السفهاء منا .

قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه اللّه عند ذكره ما يجب على ولي الأمر القيام به: (ومن ذلك أن ولي الأمر يجب عليه أن يمنع اختلاط الرجال بالنساء في الأسواق والفرج ومجامع الرجال.

قال مالك رحمه الله ورضي عنه: "أرى للإمام أن يتقدم إلى الصياغ في قعود النساء إليهم وأرى ألا يترك المرأة الشابة تجلس إلى الصياغ فأما المرأة المتجالة والخادم الدون التي لا تتهم على القعود ولا يتهم من تقعد عنده فإني لا أرى بذلك بأسا".

فالإمام مسئول عن ذلك والفتنة به عظيمة قال صلى الله عليه و سلم ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء وفي حديث آخر باعدوا بين الرجال والنساء.

وفي حديث آخر أنه قال للنساء لكن حافات الطريق.

ويجب عليه منع النساء من الخروج متزينات متجملات ومنعهن من الثياب التي يكن بها كاسيات عاريات كالثياب الواسعة والرقاق ومنعهن من حديث الرجال في الطرقات ومنع الرجال من ذلك.

وإن رأى ولي الأمر أن يفسد على المرأة إذا تجملت وتزينت وخرجت ثيابها بحبر ونحوه فقد رخص في ذلك بعض الفقهاء وأصاب وهذا من أدنى عقوبتهن المالية.

وله أن يحبس المرأة إذا أكثرت الخروج من منزلها ولا سيما إذا خرجت متجملة بل إقرار النساء على ذلك إعانة لهن على الإثم والمعصية والله سائل ولي الأمر عن ذلك.

وقد منع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه النساء من المشي في طريق الرجال والاختلاط بهم في الطريق.

فعلى ولي الأمر أن يقتدى به في ذلك.

وقال الخلال في جامعه أخبرني محمد بن يحيى الكحال أنه قال لأبي عبد الله أرى الرجل السوء مع المرأة قال: صِحْ به _أي أنكر عليه صنيعه_ وقد أخبرني النبي صلى الله عليه و سلم أن المرأة إذا تطيبت وخرجت من بيتها فهي زانية.

ويمنع المرأة إذا أصابت بخورا أن تشهد عشاء الآخرة في المسجد فقد قال النبي صلى الله عليه و سلم المرأة إذا خرجت استشرفها الشيطان.

ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة.

ولما اختلط البغايا بعسكر موسى وفشت فيهم الفاحشة أرسل الله ليهم الطاعون فمات في يوم واحد سبعون ألفا والقصة مشهورة في كتب التفاسير.

فمن أعظم أسباب الموت العام كثرة الزنا بسبب تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال والمشي بينهم متبرجات متجملات ولو علم أولياء الأمر ما في ذلك من فساد الدنيا والرعية قبل الدين لكانوا أشد شيء منعا لذلك.

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إذا ظهر الزنا في قرية أذن الله بهلاكها.

وقال ابن أبي الدنيا حدثنا إبراهيم بن الأشعث حدثنا عبد الرحمن بن زيد العمى عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما طفف قوم كيلا ولا بخسوا ميزانا إلا منعهم الله عز و جل القطر ولا ظهر في قوم الزنا إلا ظهر فيهم الموت ولا ظهر في قوم عمل قوم لوط إلا ظهر فيهم الخسف وما ترك قوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا لم ترفع أعمالهم ولم يسمع دعاؤهم).[الطرق الحكمية في السياسة الشرعية].

ملاحظة: الاختلاط الذي ذكرته هنا ليس الذي يكون للضرورة أو للحاجة الملحة ويكون بالضوابط الشرعية ، ولا أظن عاقلا صاحب فطرة سليمة يرى ذلك الاختلاط السافر في الشواطيء والمنتجعات ومراكز التسوق والتجمعات أمرا مقبولا ، فليتنبه لذلك . 

أبو عبد الله بلال يونسي

مجموعة المدارسات العلمية

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=859292798305547&id=100026745030855










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق