الجمعة، 10 سبتمبر 2021

فائدة في حذف ياء المتكلم من المنادى

•  [سؤال ياسين سراف:]

بارك الله فيك أستاذنا

{وقل ربِّ زدني علما} دون زيادة ياء في كلمة (ربِّ)

 •  [جواب الشيخ بلال يونسي :] 

يزيد جنان

ياسين سراف 

 ((فائدة في حذف ياء المتكلم من المنادى)):

بسم الله الرحمن الرحيم

 ذكر ابن عقيل رحمه الله في شرحه لألفية ابن مالك عند كلامه على قول ابن مالك رحمه الله: (واجعل منادى صح إن يضف ليا _قلت: أي عندما يضاف المنادى إلى ياء المتكلم فيجوز حذف الياء_): ("وإن كان -المنادى- صحيحا جاز فيه خمسة أوجه: أحدها: حذف الياء، والاستغناء بالكسرة، نحو " يا عبد "، وهذا هو الأكثر. الثاني: إثبات الياء ساكنة، نحو " يا عبدي " وهو دون الأول في الكثرة. الثالث: قلب الياء ألفا، وحذفها، والاستغناء عنها بالفتحة، نحو " يا عبد ". الرابع: قلبها ألفا، وإبقاؤها، وقلب الكسرة فتحة، نحو " يا عبدا ". الخامس: إثبات الياء محركة بالفتح، نحو " يا عبدي ").

وقال سيبويه كما في (الكتاب) له: "اعلم أن ياء الإضافة لا تثبت في النداء...وصار حذفها ههنا لكثرة النداء في كلامهم حيث استغنوا بالكسرة عن الياء...ولم يكن لبس في كلامهم لحذفها ".

قال ابن الجزري في كتابه (النشر في القراءات العشر) تحت (باب مذاهبهم في ياءات الزوائد): (ما حذف من آخر اسم منادى (يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُم)، (يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ)، (يَا عِبَادِيَ) _قلت: وهما الموضعان الوحيدان في القرآن اللذان أثبتت فيهما ياء المتكلم عند النداء وهما الآية 56 من سورة العنكبوت، والآية 53 من سورة الزمر ، وسيارتي توضيح ذلك في كلام ابن الجري رحمه الله_ ، (يَا أَبتِ)، (يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاء)، (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ)، وهذا القسم مما لا خلاف في حذف الياء منه في الحالين والياء من هذا القسم ياء إضافة كلمة برأسها استغنى بالكسرة عنها ولم يثبت في المصاحف من ذلك سوى موضعين بلا خلاف وهما (َيا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا) في العنكبوت، و(يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا) آخر الزمر... والقراء مجمعون على حذف سائر ذلك إلا موضعاً..).

وفي كتاب الحجة في القراءات السبع قال ابن خالويه: (النداء باب بني على الحذف، واختص به، فاتسعوا فيه بالحذف والقلب والإبدال، والوجه في العربية إثبات الياء ههنا لأن الاسم الذي فيه مضاف إلى المنادى وليس بمنادى).

قلت: ومن ذلك جاء الاختلاف في الرسم بين قوله تعالى_وهو مثال من مايربو على الستين موضعا من كتاب الله_ (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) ، وقوله تعالى _وقد ورد منه موضعان فقط سبق بيانهما_: (يا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا) ، ومرد ذلك إلى جوازهما لغة .

ولكن مع جوازهما لغة فلا يجوز تغيير الرسم والتلفظ القرآني ، بل يجب الالتزام بالمحذوف والمثبت منه لأنه توقيفي لا اجتهاد فيه .

والله اعلم

أبو عبد الله بلال يونسي

مجموعة المدارسات العلمية

المقال في التعليقات تحت هذا المشور



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق