الاثنين، 20 سبتمبر 2021

هل الجرح والتعديل حق لله او حق للعباد؟

 ((هل الجرح والتعديل حق لله او حق للعباد؟)):

بسم الله الرحمن الرحيم

تعلموا قواعد السلف، واتركوا التعصب جانبا، ففي سؤال القبر _أسوقه بمعناه_ بعد سؤال الملك عن ربك ودينك ونبيك وبعد جواب المؤمن أن ربه الله ودينه الاسلام ونبيه محمد ويشهد له بالرسالة، يسأله الملك _كما ورد في بعض الروايات_ كيف عرف ذلك ، فيجيب المؤمن: عرفت بما قرأت في كتاب الله وسنة نبيه وأما المنافق فيقول: كنتُ أقول ما يقول الناس فيه، _وفي رواية: سمعت الناس يقولون قولًا فقلت كما قالوا_، فيُقال: لا دريت ولا تليت ..

فيا أيها المتبع دع التقليد ولا تقربه إلا عند الاضطرار ، وخاصة في حقوق العباد _فإن الجرح والتعديل يتجاذبه حقان: حق الله وهو الذب عن الدين، وحق العبد وهو حق المجروح وحق المجرَّح لأجل تحذيره من المجروح_ ، وأي تكاسل في معرفة الحق يقع به الظلم في الحقين جميعا ، وحق العبد مقدم هنا عند التعارض لأن حق الله مبناه على المسامحة وحق العبد مبناه على المشاحة وحق العباد هو الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا حتى يستوفيه ، قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (والظلم عند الله عز و جل يوم القيامة له دواوين ثلاثة : ديوان لا يغفر الله منه شيئا وهو الشرك به فإن الله لا يغفر أن يشرك به ، وديوان لا يترك الله تعالى منه شيئا وهو ظلم العباد بعضهم بعضا فإن الله تعالى يستوفيه كله ، وديوان لا يعبأ الله به شيئا وهو ظلم العبد نفسه بينه وبين ربه عز و جل فإن هذا الديوان أخف الدواوين وأسرعها محوا فإنه يمحى بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية والمصائب المكفرة ونحو ذلك بخلاف ديوان الشرك فإنه لا يمحى إلا بالتوحيد وديوان المظالم لا يمحى إلا بالخروج منها إلى أربابها واستحلالهم منها ، ولما كان الشرك أعظم الدواوين الثلاثة عند الله عز و جل حرم الجنة على أهله فلا يدخل الجنة نفس مشركة وإنما يدخلها أهل التوحيد فإن التوحيد هو مفتاح بابها فمن لم يكن معه مفتاح لم يفتح له بابها وكذلك إن أتى بمفتاح لا أسنان له لم يمكن الفتح به). [الوابل الصيب].  

فالعلم بهذه الأحكام واجب على كل متبع للدليل طالب للصواب معظم للحق ، ولا يغفل عنها او يتغافل إلا كل جهول ظلوم حقود فويسق ، أعاذنا الله وإخواننا من مسلك اهل الزيغ والهوى .

والله أعلى وأعلم

أبو عبد الله بلال يونسي

مجموعة المدارسات العلمية

-----

(هل الجرح والتعديل قاصر على العلماء فقط ، أو يحق لطالب علم جرح من تحققت فيه أسباب الجرح ولو كان مزكى أو مشتهرا بعلمه وعدالته؟ وهل كذلك يحق للعامي جرح من ظهرت مخالفته واتضح أمره ؟) :


يجيبنا الإمام الربيع المدخلي حفظه الله وعافاه :


السؤال 01 : الجرح والتعديل في الأشخاص هل هو خاص بالعلماء فقط أو حتى بالشباب الذين عندهم معرفة وماذا يشترط في المعرفة ؟


الجواب : « الجرح والتعديل ، لابد فيه من صحة العقيدة كما أشار إلى ذلك الخطيب البغدادي ، ولابد فيه من العلم بأسباب الجرح ، لابد أن يعلم ولابد فيه من التقوى والورع .

* ) فإذا كان هذا _أي يقصد الشيخ طالب العلم ومن أعلم منه_ الذي ينتقد عنده علم بالجرح والتعديل وعنده ورع وتقوى فله أن يجرح .

**) وإذا كان أمر المجروح واضحا يعرفه الخاص والعام ، يعرف أن هذا يسرق هذا يزني يعرف تماما يعرف أن هذا خائن ، يعرف أن هذا رافضي ، يعرف أن هذا صوفي يطوف بالقبور أمامه ويقيم الموالد .

فهذه الأمور الواضحة التي يشترك في معرفتها العالم وغير العالم لا يشترط فيها أن يذهب من يعرف ضلالهم إلى عالم ليقوم بجرحهم ؛ فإن أمرهم ظاهر للعالم وغيره ، وعلى كل مسلم أن يبين حالهم ويحذر منهم وينكر عليهم ضلالهم .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ...." الحديث .

على كل مسلم أن ينصح للمسلمين :" بايعت رسول الله على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم " .

" الدين النصيحة " قلنا : لمن ؟ قال :" لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم " .

الآن أرى رافضيا يخالط عاميا ، ويدعوه إلى الرفض أذهب أجيء بالعالم كي يجرحه ! صوفي قبوري يخالط واحدا من أهل الفطرة ويوجهه إلى بدعته وأنا أعرفه أنه قبوري ، لا يلزمني ولا يلزم غيري أن يذهب إلى عالم ليبين حاله ويحذر منه »

فتاوى فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي [ ج 1 ص 262 ] .


منقول


أبو عائشة بلال يونسي السكيكدي

مجموعة المدارسات العلمية

رابط المقال





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق