من أهل الباطل من حدادية وصعافقة متسترين من يطعن ويحذر منك ليل نهار مع قرنائه ومجالسيه من حزبه المقيت وأنت مع كل ذلك صابر وكاتم وناصح ترجو صلاحهم وتعقلهم ورجوعهم عن ظلمهم وإفسادهم ، فإذا فاض الكأس بسبب تماديهم فتخرج فيهم كلمة تراهم يهيجون ويجندون وبصوت واحد يصيحون (لماذا لم تنصحنا ، لماذا ظلمتنا ، لماذا لماذا ...) ، فأعراضهم عزيزة وآراؤهم متقوقعة بينهم لا قدر لها ، وأعراضنا يرونها تافهة يجوز النيل منها مع أنهم يعلمون أن آراءنا فيهم مسموعة وإعلاننا النكير عليهم له وقعه وإن كنا غير متجمهرين متحزبين مثلهم ، وهذا ما يخشونه لأنهم فارغون من كل شيء ويخشون من كل شيء وعقيدتهم ضعيفة وإيمانهم مزعزع لقلة علمهم وتقواهم ، وشتان بين من كان متسلحا بالعلم والعمل والدعوة على بصيرة من أمره وتزكبات وشهادات علماء عصره ومصره ، وبين من كان متسلحا بالتكتلات والتآمرات وتحركه الأضغان والحسد والأحقاد بلا بصيرة عدا هواه وقرناء السوء ولئام المتعالمين من دعاة السوء المتملقين ولئام الطلاب المتسلقين الذين يؤزونهم ويزيدونهم تغريرا ثم ينسحبون هاربين ويتركونهم للقاء مصيرهم المهين بعد أن انقلب عليهم تدبيرهم وكيدهم تدميرا .
ومادمتم لستم قادرين على صفع قفاكم فأخفوه واندسوا معه .
أبو عبد الله بلال يونسي
مجموعة المدارسات العلمية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق