رحم الله الإمام خالدا صالحي الذي قتل وذبح وأحرقت جثته في برج بوعريريج ووجدت ملقاة في واد قريب من مكان إقامته _ولا يغير في الموضوع شيء كونه كان صعفوقا أو غير صعفوق كما لم يغير من الأمر شيء كون جمال كان مغنيا ولم يكن متدينا ، لأن الجامع بين الحادثتين أن كلاهما نفس مسلمة ولمواطنين جزائريين ولا يحق لأحد الاعتداء عليهما بتلك الطريقة الوحشية ، ولا يجوز لغير سلطات البلد أن تنزل العقوبات على الناس_ .
والسؤال أين هي صحافة العار سواء جماعة الجرائد أو التلفزيون أو اليوتوبرز الذين أرهقونا بتحقيقاتهم البوليسية للتعريف بوجوه قتلة جمال والمطالبة بالقصاص وحد الحرابة ووو ، مع أن جمالا المقتول ليس له جهود في تعليم الناس القرآن ولكنه كانت له جهود في الموسيقى والغناء ومشاركة في المظاهرات والحراك وله علاقة بالجماعات الانفصالية ظاهرة بجلاء في صحبته لهم وفيديوهاته معهم _وقبلها عندما قتلت فتاة رحمها الله وغفر لها من طرف عشيقها الذي استدرجها لوكر الرذيلة فجعلتموها قضية رأي عام ورسمتم لها الرسومات وعزفتم لها المقاطع_ ، ووالله لولا أن المقام مقام بيان ونصح للأمة لما ذكرنا الموتى إلا بخير وهذا هو الأصل ولكنها الضرورة وللضرورة أحكامها وحتى لا يغتر النشء بما كان عليه جمال رحمه الله ، وذلك لأننا عندما نترحم عليه ونتأسف لقتله لا يعني أننا معجبون بماكان عليه من منكرات في حياته ومن مصاحبة لأهل السوء الذين كانوا سببا في قتله رحمه الله ، ولكننا نأخذ العبرة وننصح العامة بمجانبة هذه المسالك التي نهايتها وخيمة ...
فيا من حزنتم لقتل جمال وملأتم الدنيا صياحا وصرتم كلكم رجال شرطة وقضاة ومحامين وعلماء دين !! أين أنتم من مقتل وذبح وحرق وقبلها خطف معلم القرآن وإمام المسجد ثم رمي جثته المتفحمة في واد من الوديان المحيطة بالمنطقة ...
ثم لماذا ثارت ثائرتكم عندما قتل جمال في تيزي وزو وحصرتم سبب القتل في العصبية والقبلية والانفصالية _مع أن الانفصالية ملأت كل أصقاع بلادنا الحزينة ولم تعد قابعة أو متقوقعة في قطر دون آخر_ ، وعندما قتل الإمامان رحمهما الله وقد كان الأول منهما في نفس الولاية وذبح أثناء تأديته مهامه في صلاته بالناس ولكنكم لم تقولوا نفس ماقلتم عن العصبية بل حجمتم الموضوع ولم تعيروه أدنى بال وكأن لم يكن ولم يحصل عشر معشار ماوقع منكم في حادثة مقتل جمال ؟!! ، والإمام الثاني في برج بوعريريج ولم تقولوا أي شيء كذلك !! فهل ياترى لا توجد عصبية في برج بوعريريج وهل ياترى لا توجد الماك ورشاد في برج بوعريريج ؟! وهل ياترى قضية قتل الأئمة بهذه الطريقة البشعة لا تعد قضية رأي عام ؟! أم أن دماء الأئمة صارت مياه أو لا ترقى حتى لرتبة الماء ؟!!
فعلى الدنيا السلام ، في زمن يمجد فيه الفساق وأهل المعازف والخنا ويسمون فنانين وربما تقام لهم التماثيل والجداريات المحرمة شرعا وعرفا وعقلا ، بينما تدار الظهور للعلماء والصالحين والأئمة ومعلمي القرآن ولا نرى تلك الضجة المثارة في الفيسبوك واليوتيوب والقنوات المختلفة !! والجواب الأكيد أن الأمة لم تعد بخير منذ زمن بعيد والناس في غفلتهم لاهون وأكثرهم صاروا مطففين في أحكامهم وعواطفهم ويكيلون بمكيالين والعدل فيهم عزيز ، وقد صدق أحد العلماء رحمه الله حين قال:
(يا أمة ضحكت من جهلها الأمم) ..
ووالله لا علاقة لهذه الجرائم بمنطقة دون أخرى ولا نتهم أهل القبائل بل حاشاهم وهم مثل غيرهم من الجزائريين فيهم الصالح وفيهم الطالح ، وقد علمنا أن من المحتفلين والمشاركين في قتل جمال من كانوا غير أمازيغيين ولم يكونوا من سكان القبائل فلماذا ياترى نحصر كل شر في تلك المنطقة المعروفة بتضحياتها وعلمائها عبر التاريخ ؟؟! بل هي حرب مدروسة وتكتيكات مقننة وسياسات مغلفة ننزه العقلاء عن الخوض فيها ومجارات متصدريها ...
فأمة الدين والعلم والتضحيات صار اغلب شعبها شعب زهو ولهو واتباع للسفاسف والتفاهات وإعراض عن كل نافع ...
فاللهم ردنا اليك ردا جميلا ولا تواخذنا بما فعل السفهاء منا مع كثرتهم فإن فينا من يستغفرونك ويعظمون امرك ويدعون إلى طاعتك وإن كانوا قليلا وأنت قد وعدتنا بأنك لن تعذب مستغفرا أبدا ووعدك الحق يا رب العالمين ...
والله المستعان ...
أبو عائشة بلال يونسي
مجموعة المدارسات العلمية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق